1 تعليقات

مشاكسة الأطفال

grd_mshrati02يزخر شهر رمضان المبارك بالعادات الخاصة به، والمواقف التي أتعرض لها والتي لا يمكن استرجاعها وتطبيقها إلا في أيامه فقط، فتغيب طوال السنة لتعود وتحيا في هذا الشهر المبارك. ففي صولاتي وجولاتي في الشوارع والطرقات والأحياء والأزقة، في منتصف كلّ ليل وأنا أنادي المسلمين للاستيقاظ من أجل السحور؛ أتعرض من جملة ما أتعرض له مشاكسات الأطفال التي أخذت تظهر في اليوم الثاني، ولا أخفيكم أنها

تنتابني مشاعر متناقضة ما بين الفرحة عندما أسمع ضحكات الأطفال ومناداتهم علي، ومشاعر الغضب أحيانا عندما أسمعهم ينشدون: ( أبو طبلة مرته حبلة... شو جابت؟ ما جابت شي... جابت جردون بيمشي!) أحيانا اتقبل هذه المشاكسات برحابة صدر، وأحياناً أصيح بهم من بعيد....
نعم، ورثت هذه المهنة عن والدي رحمه الله، ولكن والدي –يبدو- أن صدره كان اكثر اتساعاً لمشاكسات الاطفال، 

اتذكره عندما رافقته وانا صغير يوماً ما، وقد هجمت على بعض صبية الحارة بسبب مشاكساتهم ، إلا أنه قال لي : دعهم فإنهم فرحون وفرحتهم لا تتكرر الا مرة واحده في العام.. يا سيدي الزعل ما بجيب دخانه-فلا معنى له ولا قيمة!
يا رعاكم الله ، عدت أدراجي بعد أن أنهيت مهمتي وهم يلوحون لي بأيديهم الصغيرة وضحكاتهم البريئة؛ كأنها تخمش قلبي، وكم صرت اشعر بالوحدة عندما لا أسمع أصواتهم التي تدق طبلة أذني من على نوافذ بيوتهم كالخرز الملون ....نعم مشاكسات الأطفال أحيانا تجعل طعم السحور أحلى، أصواتهم موسيقى خفيفة لا تشبه أكثر من خفق القلب، وقد تكون صاخبة مزعجة بعض الشي عندما يتصل الأمر بـ (الجردون اللي بيمشي)!
أحدث أقدم